أصاديقي D:

قالى انتى مجتيش ليه قولتله لعلمك انا جيت وكان يوم اسود
- ايه الى حصل ؟
- كنت تحت البيت اعدت انادى يا مدحـــــت يا مدحــــــت
محدش رد طلعتلى ولية كدة خربانة وتخينة وحولة
قالتلى بتنادى على مين يا مزمزيل قولتلها
قولتلها انا بنادى على واحد كدة اسمه مدحت قالتلى النبى حرسك عيزاه بصفتك ايه
قولتلها ده اخويا ومتربيين سوا بس هو نقل من جنبنا و جه هنا يا طنط
قلتلى طنط وشهقت اسم الله
شكلك مش من هنا يا بت
قولتلها اه يا طنط سورى اه يا حجة مش من هنا
اعدت ترغى وانا مش فيقالها قولتلها من الاخر ا حاجة مدحت هنا
قالتى لا العنوان غلط روحت قيللها ابو ام الى جابوكى يا شيخة طلعتى عين الى جابونى وفى الاخر غلط قامت قالتى انتى قولتى ايه يا بت وطلعت ورايا بالشبشب قولتلها قبل ماتحدفينى بيه استنى نتفاهم متفهمتش معايا روحت انا جريت زى الصاروخ روحت شارع تانى قولت  بقى اكيد شارع مدحت كان كل الى فيه رجالة بيحششوا بقى وكلهم مسطولين قمت سألت واحد فيهم بيت مدحت لو  سمحت قالى سيودى(متعودة اقولوا كدة انا بقى ) هعهعهعهعهعهع معندناش حد بالاسم ده لمؤخذة يا موززة قولتلوا صح اسفة بيت مدحت هنا قالى مينفعش ابراهيم روحت قولتلوه ( ابو ام مدحت لى الى عيزه يا شيخ ان شالله عن امى ما روحتله ) روحت رجعت و قولت عيب ده مهما كان مدحت  بينا عشرت عمر وعيش  و ملح برده روحت رجعت لشارع تانى خالص و سالت بصوت عالى ( أ جدعـــــان مدحت ساكن هنا) ؟؟ لقيت مليون واحد رد عليا و قالى انا مدحت عيزة ايه قمت قليلهوم طب سلامو عليكوا روحت ريحة شارع تانى وانا بنهج ومش طيقة نفسى و لقيت راجل محترم قاعد قولتله يا محترم مدحت ساكن هنا قاللى الواد الخرع بتاع الهانوفيل  ده قولتله اه قالى العمارة دى وبصتلها وابتسامة امل على وشى كأنى كنت من جنود حرب73 وقولت الحمد لله بس المشكلة بقى ابوه راجل محترم مش فكرنى اصلا المهم طلعت خبطت على الباب لقيت ابوه فتحللى بصتله فتحت بوقى 180 درجة قالى نعم قولتله نيفين هنا ا حاج قالى انا اسف يا بنتى العنوان غلط وفى عينى دموع الاسى ومن غير مقصود قولتله طب امانة عليك سلملى على مدحت الى طبــ... ايه وانا ماشية بقى بتسحب قالى اوقفى هنا يا بنت قولتله عايز منى ايه احاج  قالى انتى تعرفى مدحت ابنى منين قولتلوا لا يا عمو اا  ضربت اسم غلط و طلع صح قالى هتستهبلى يا روح امك قولتلوا احاج لو سمجت متخلنيش اخرب عليك قالى تخربى على مبن ا بت وقام مبرئلى قولته انا اسفة ا عمو (بصتله بصة خبيثة ) قولتله ايه ده مدحت اهو قالى ايه ده فين روحت جريـــت وهو يجرى ورايا جريت وهو يجرى ورايا  لحد ما لقيت مشروع(هانوفيل هانوفيل)روحت اتشعبط فيه وطلعت راسى من برة الشباك و طلعت لسانى ليه وقولتله ســــلام سلااااام اساحبـــى راح الراجل شاط وطلع لمدحت قبل ما اروح عرفت انه اتكل على الله مات ابوة بقى مش بتاع حوار بنات ده خالـــــــــــــــــــص تانى يوم كنت فى جنازة مدحت قولتله البقاء لله ا حاج قال الصوت التيت ده انا عرفه راح بصلى وقالى انتى مش عاتقانى ولا عاتقة امه لا هو ميت ولا عايش قولتله فى ايه ا حاج خد الامور ببساطة كدة انت عايز منى ايه قالى انا عايز اعرف انتى مين و عرفتى مدحت منين انا ابنى عمره ما عرف اى بنت ( كان من الظاهر ان ابو مدحت عنده زهيمر )
و كان ابو مدحت مسكنى من افايا و ابو مدحت قالى لو مقولتيش مش هرحمك و هدفنك جنبوه قولتلو اي ده مدحت اهو قالى هو انا عبيط ولا ايه هصدق انا
وبكل خبث عملت نفسى بكلم مدحت وعمالة برغى معاه راح ابو مدحت بص روح طلعت اجــــــــــــرى وهو يجرى ورايا اجرى و يجرى ورايا ولقيت نفس المشروع بتاع امبارح كان بيقول هانوفيل هانوفيل  قمت اتشعبط فيه نفس الشعبطة بتاعت امبارح واعدت فى نفس المكان بتاع امبارح وطلعت نفسى من نفس الشباك وطلعت لسانى وقولتله ســــــــلام سلاااام اساديكــــــــــــى ام اتنرفز الرجل كبير فى السن ومقدرش يستحمل من كتر النرفزة و الضغط علا عليه قام طب ساكت روحت وقفت المشروع روحتله قولتله مالك يا عمو ايه الى حصل ام قافش على رقبتى وقلى مسكتك قولتله ايه ا حاج الحركات المعفنة دى بقى قالى المرة دى مش هسيبك ولو على جثتك قولتله تعرف ا حاج ا ابو مدحت سيدَك الله يرحمه كان واد ابن حلال والله كان راجل و كنا على طول مع بعض ( و لسة ابو مدحت مش فاكرنى ) مكوناش بنسيب بعض ابدا
-ابنى مكنش بيعرف بنات طول عمره الله يرحمه)  وكان ماسك قلبه وقال اااااااااه ( صاحب مر كبير فى السن الله يكون فى عونه )
قولتله و ياما لعبنا سوا وروحنا النادى سوا قالى اسكتى اااااااااااااه قولتله وياما نا وابنك مالخهيقال قال ايه قولتله راح وجيه قالى ايه قولتله بلعب باليه قالى يا بنتى انتى قولتى ايه قولتله باكل فراخ وبانيه قالى ااااااااااااااااااااااااااااااااااه قولتله مش طيقاااااااااااااااااااه قالى حرااااااااااااااااااام قولتله يا سلااااااااااااااااااام راح قالى كفاية قولته انت جوه الكوباية راح قال اااه اااااااه اه راح الراجل وقع من طوله قولتله ا حاج احاج و مرضش عليا جاتلوا ازمة قلبية و هو دلوقتى فى المستشفى

(((( هو انا عملتله حاجة اساحبى )))) ؟!!

عسل ابيض


ما أحلي اللقاء وما أصعب الفراق.. كان لقائي به لأول مرة مرحاً ومبهجاً.. لا يقل مرحاً عن ابتسامته المشرقة التي تُظهر بياض أسنانه.. ولا يقل بهجة عن تلك البهجة التي تنبعث من قلبه.. قلبه الذي باتت دقاته تضعف تدريجيا حتي توقف عن كل شيء.. عن الحياة أولا والبهجة ثانيا والطيبة والتسامح والإيمان ثالثاً، ولك أن تتخيل ما كان يملأ قلبه المتوقف هذا حتي تاسعاً وعاشراً.. توقف قلبه غادراً بالحياة ومغادراً منها.. توقف قلبه ملوحاً ومودعاً لكل الأيام التي لن يعيشها.. أيام لو كانت طيبته تنبض فيها بدلا من قلبه.. لبلغ من العمر أرذله.. كان لقائي به في مكتبي مرحاً ومبهجاً.. سأله الساعي: ماذا تشرب؟ فقال: قهوة مظبوطة، وقبل أن ينصرف الساعي لاحقه بـ «لو سمحت»، فتوقف، فقال له: في كباية مش في فنجان.. وحاول تحافظ علي الوش.. وعلي نار هادية وحياتك.. عرفت أنه كييف قهوة، فقلت للساعي: إذن اعملها من البن بتاعي، وقبل أن ينصرف الساعي أوقفته بـ «بقولك إيه»: اعملي أنا كمان قهوة، فقال هو للساعي: «اعملها له من البن بتاعي»، فضحكت، وضحك، وضحك الساعي.. لم تمض دقائق علي انتهائي من شرب قهوتي، ولكن طريقة طلبه القهوة شجعني علي أن أشرب معه فنجاناً آخر.. قهوته كانت مظبوطة.. مثل كلامه وملابسه وشخصيته التي ظهرت من أول لقاء لي به.. وقهوتي أشربها زيادة.. كالترحيب الذي رحبت به.. ليس لأني أعرفه، ولكن لأني شعرت أنني أعرفه.. جلسنا سويًا نتحدث عن الفن والحياة.. حكي لي كيف كان يحب التمثيل من صغره.. كان حُلماً بالنسبة له.. ولكنه كان كابوساً بالنسبة لوالده.. كان رافضا وغير مؤيد لحلم ابنه الذي لم يكن قد ولد بعد.. وكبر الابن وظل الحلم قابعا داخله في انتظار أن يُولد.. ووُلد الحلم أخيراً وهو جالس معي.. ولد حلمه عندما عرف أنه سيقوم بتمثيل دور في الفيلم الجديد.. كان حلمه ضاحكاً مثله.. مبتسماً مثله.. نظرت له فوجدته يبدو كالطفل المحبوس الذي خرج إلي حديقة شاسعة.. لم أر من قبل رجلاً في مثل سنه يبدو كالأطفال هكذا.. لو لم أكن متأكدا أنه يجيد الكلام والمشي لشككت أنني أجلس بصحبة طفل يشرب القهوة.. حكي لي عن حلمه الصغير الذي ولد لتوه.. قال لي إنه «يحب الثمثيل وكان يريد أن يصبح ممثلاً».. وفي الغالب تقترن كلمة «مشهوراً» بـ«ممثل».. ولكنه قال «ممثلاً» فقط.. لم يكن يطمح إلي الشهرة، ولكنه كان يطمح إلي التمثيل فقط.. كان سيمثل دوراً مع الراحل أحمد زكي في أيام الشباب، ولكن والده رفض كما كان رافضاً حلمه.. كان يبحث تارة وينتظر تارة عن فرصة يمكن أن يُولد حلمه علي يديها.. ولكنها كانت لا تأتي.. وإن أتت فإنها لن تنتظر حتي يغير والده رأيه من الرفض للموافقة.. فترحل الفرصة.. زهق الحلم بداخله، ولكنه لم يتركه ويرحل، ولم يمت ولم يتبدل بحلم آخر.. كمُنْ وسكت بداخله حتي ولد بعد أن أصبح صاحبه في الثامنة والخمسين من عمره.. أخذ يقلب فنجانه ثم شرب آخر رشفة فيه.. ووضعه أمامه وقال لي: «أنا مش هامثل».. فاجأني بقوله هذا الذي لو كنت صبرت لحظات لوفرت تلك المفاجأة لشيء آخر ربما لا يستحق المفاجأة بقدر ما تستحقها هذه العباره التي فاجأني بها.. في هذه اللحظات التي لم أصبرها نظرت له وأنا حيران.. وقلت لنفسي: «مش هايمثل» بعد كل هذه الحكايات عن حلمه.. ماذا يقول هذا الرجل، هل أتي إلي هنا ليشرب القهوة فقط ويغادر؟!.. إذن لماذا أخذ السيناريو وأضاع وقته في قراءته؟.. لماذا عشمتنا بأنك ستمثل دور والدي في الفيلم؟.. وزاد العشم عندما وجدته يشبهني كأنه والدي وأنا ابنه.. أو بمعني أدق أنا الذي أشبهه.. «مش هايمثل ليه؟» هل مازال والده علي قيد الحياة ويريد أن يأخذ رأيه؟ أم ربما أخذ رأيه ولم يوافق.. وأتي ليعتذر، ولكنه أصبح الآن كبيرا لدرجة تجعله يفعل ما يريد وفي أي وقت يريده.. أم أنه ينفذ وصية والده في ألا يمثل أبدا حتي بعد مماته.. عندما وجدت نفسي قد غرقت في بحر من الاستفهامات التي من الواضح أنني لن أجد لها طوق نجاة أو منقذاً سوي أن أسأله هو شخصيا ومباشرة، فسألته: يعني إيه مش هتمثل؟ قالي: «يعني إن شاء الله هاكون طبيعي جدا في دور الأب.. أصل أنا أب وولادي في مثل عمرك.. وهذا سيجعلني طبيعيا في الدور.. لذلك فأنا أشعر بأنني لن أمثل».. قلت لنفسي: حمدًا لله علي أن تفكيري وأسئلتي واستفهاماتي لم تكن مسموعة، وإلا كان قد اعتذر عن الدور والفيلم بسبب تسرعي وغبائي، فتحت جملته تلك التي فاجأتني بابا جديدا للحديث عن أولاده.. هؤلاء الذين كان وجودهم في حياته سببا أساسيا في أنه لن يمثل.. أو بمعني أوضح حتي لا يقع أحد فيما وقعت فيه.. إنه سيكون طبيعيا في دور الأب.. وقد كان.. كان أبا حقيقيا.. في التمثيل وخارجه.. أحببت هذا الرجل أقل بكثير مما أحبني.. واحترمته أكثر بكثير من حبه لي.. انتهي الفيلم الذي كان سببا في ولادة حلمه.. كان دائم النصح لي كالأصدقاء المقربين.. كان صديقي الكبير.. وكان دائما ما يستشيرني فيما يعرض عليه من أدوار.. فشعرت بأنني أبوه الصغير.. أبوه الذي لم يرفض حلمه.. قال لي يومًا: «نادني باسمي ولا تسبقه بألقاب»، فقلت له: «لو كان ذلك سيزيد من صداقتنا فليس لدي أي مانع، وإن كنت تريد ذلك حتي لا تبدو كبيرا في السن، فليس لدي مانع أيضا»، ولكنه قال لي: «لا هذه ولا تلك.. فأنا أريد أن أناديك باسمك دون ألقاب، ولكني لا أستطيع فعلها طالما أنت تناديني بالأستاذ»، فقلت له: «من هذه اللحظة أنت ليس بأستاذ، ولا أنا كذلك»، ولكنني سألته عن السبب والمغزي وراء طلبه هذا، فقال لي: «هذا سيساعدني أكثر علي أن أبدو طبيعا في تجسيد دور أبيك.. فأنا لا أنادي ابني بـ«يا أستاذ» أبدا مهما حصل..»، فقلت له.. «هل تشتم ابنك أحيانا؟» فقال لي: «طبعا.. أشتمه جداً وهزاراً»، فقلت له: «إذن لو شعرت بأنني ابنك فعلا، ونحن نمثل أمام الكاميرا، فلتقل لي ما تقوله لابنك جداً كان أو هزارًا».. وبدأنا التصوير وأنهيناه، وجسد دور الأب بإتقان.. ولم ينادني إلا بـ«يا أستاذ».. ولم يسمح لي أن أناديه إلا باسمه.. محمود الفيشاوي.. الأستاذ محمود الفيشاوي.. صديقي الكبير.. هذا الأسمر الطويل النحيل المرح الضاحك الراحل.. رحل قبل أن يكبر حلمه.. قابلته أول مرة بشوشا مرحاً يحب الناس والحياة.. وقابلته آخر مرة، فرأيته أكثر مرحاً وحباً للحياة.. ولا أعرف لماذا قال لي: «لا تجعل شيئا يضايقك.. إن الحياة لا تستاهل» أعطاني «برطمان» من العسل الأبيض ورحل.. وكان هذا آخر يوم رأيته فيه وسمعت صوته.. وفي اليوم التالي فتحت تليفوني، فوصلتني رسالة منه.. كان قد أرسلها قبل اليوم الذي رأيته فيه بيوم واحد.. قرأت الرسالة فوجدتها كالآتي.. «عزيزي أستاذ أحمد.. أنا جايلك بكره التصوير، وجايبلك معايا برطمان عسل أبيض، لأن أكيد البرطمان اللي عندك زمانه خلص». يحزنني كثيرا أنني أتحدث عنه بلفظ كان، ولكنها مشيئة خالقه.. وهذه هي الحياة.. وهكذا يكونون بعض من يملأونها.. أشخاص يحذرونك من غدرها فتغدر بهم.. يطلبون منك أن تُقبل عليها وتبتعد هي عنهم.. هذا الإنسان لم أكتب عنه لأنه ممثل مشهور أو نجم لامع.. فهو لم يكن كاتبا مرموقا.. لم يكن سياسيا أو عالما مثابرا، لكنه كان إنسانا.. إنسان مشهور بابتسامته.. لامع بحبه للآخرين.. مرموق بطيبته.. مثابر في صبره علي حلم.. ظل سنينا طويلة ينتظر ولادته.. وعندما ولد تركه ورحل، فمات الحلم معه، وهو مازال رضيعا.. محمود الفيشاوي.. الله يرحمه.. الفاتحة عليه وعلي حلمه.
احمد حلمي . كتاب 28 حرف 

السؤال : حققت حلمك ولا لسه ؟