عم رمضان ۩                                                                      مأذنة وهلال

(1)
عند أسوار بيته العتيق يجلس على أريكته المصنوعة من الخشب الزان  وقد جاوز الثمانين من عمره وبان عليه الكهول يتميز بالعينين الكبيرتين السودويتين وقد عاد من غربته الطويلة متوكأ على عصا من الخشب اسمر البشرة يظهر فيه البشاشة ذلك الرجل (عم رمضان)...... الذى عاد لحارة الذكريات
(2)
نظر بعينيه الكبيرتين إلى المآذنه والقبة التى تزين جامع الحارة الذى غاب عنه طويلاً ورغم أنه اصبح كهل ألا أن ذاكرته  مازالت قوية يتذكر حتى الأن صوت المؤذن و أول صلاة كانت له فى هذا الجامع الكبير جامع حارة الذكريات الذى لم يفارقة طوال حياته وتمنى أن يرجع إلى الحارة ليررى هذا الجامع كما تركه.
 (3)
كان عم رمضان يعتبر جد للحارة وكان الأطفال يعجبون بحكايات الحارة القديمة ويتمنى الكبار لو تعود هذه الأيام وخاصة الأيام التى يحكيها عن رمضان .... كانوا معه ليلاً ونهاراً يأخذهم معه فى الصلوات .................  بعد صلاة العصر خرج عم رمضان من الجامع إلى أريكته معه الأطفال منتظرين ما سيحكيه
قال : أااااااااه
تحول الزمن يا أحباب كنت وأنا صغير أذهب إلى الجامع لأصلى فى جميع الصلوات وأسمع صوت الشيخ وهو يقرأ القرأن ويجوده وأتمنى لو يكون الوقت أطول , وكنت أنظر إلى عدد المسلمين الهائل ليحضروا الصلاة مهما كان الوقت يشغلهم أو لهو  وكانت تدخل فى تزاحم وتخرج فى تزاحم سعياً وراء الألتزام أو كأن ماء من زمزم فى هذه الجامع.
أنظر الأن إالى مآذنة الجامع وقبته وأشعر أنهم متجمدين لايبعثان الشجن والحماس مثل الماضى لا يبعثان روح الدين , وأنظر إلى باب الجامع لا أرى ألا أعداد تعد على أصابع اليد وأرى المحلات لا تغلق وكأن الدنيا باقية لا زائلة .
الألتزام يا أولادى ليس دينيا فقط بل أخلاقيا وأدبيا كان الخُلق ألتزام وعهد لا يخرج عنهم أحد فى حارتنا مهما طال . أما الأن لا أرى أى ألتزام ألا فى شهر قد قربنا عليه هو شهر لارمضان ويلتزم به فى أول يوم فقط
الفتى: ياعم رمضان ياعم رمضان
عم رمضان :خير ياولدى
الفتى غرة رمضان ياعم رمضان
عم رمضان : مبارك ياولدى , هيا يا أحباب لنرحب بالشهر الكريم
وغادر الصبية عم رمضان للأستعداد فى نفس الوقت الذى غادره عم رمضان على صوت الشيخ نصر الدين طوبار وهو يبتهل
جل المنادى ينادى ياعبادى أنا ماحى الذنوب والأوزار