امنعوا الابتسامة

حضرة القاضي المحترم .. لم اقصد مطلقاً الاستهزاء بكم او السخرية .. ما يعتبر في ظاهره هزل وكوميديا ومظهر من مظاهر الفرقعات الاعلامية . ماهو الا سطح لواقع أليم لا يحتمل الهزل ابدا 
جل ما اطلبه هو تقنين للاحترام والوقار .. الاحترام لانفسنا وذوينا ومعارفنا من اصحاب الجنسية المصرية او التعيس الذي اهتم بشأن هذا البلد .. حتي لا تنتشر الفرقة ويغلبنا الانقسام .. حتي لا تنتشر روح البغض والاستفزاز .. لنشر الامن والاستقرار في الشارع المصري .
ان مطلبي الذي لاقي السخرية الباهتة المليئة بالحسرة اراه انا متأخرا جدا .. ولعلهم معذورون إذ اني لم اقنعهم .. ولكني اطلب الاحتكام بالقانون .. بالشرع والعرف .. بأي ما يرضاه المجتمع واحسب عدم امكانية اختلاف اي مجتمع عليه ..
كيف يا سادة نترك بالمجتمع تلك القلة التي تتسلح بهذا السلاح الرهيب الذي يقتلنا جميعا واحدا تلو الاخر ؟! من يدّعون وجود الامل .. الذين يبتسمون ويستغلون عدم قدرتنا علي الرد الا بابتسامة اكبر .. يشجعوننا علي الامل والتمسك به والايمان بالنصر القادم لا محالة .. الايمان باهمية الابتسامة .. ولكن كيف ! كيف نبتسم في وجوه المصريين ؟ الا يعتبر استفزازا لهم وسبب للتعلل بأمراض المرارة والسكر ؟! كيف ابتسم وانا اري الوجوه وعليها الحزن لم يسطع الذهاب ! وكيف له ان ينسي اذ اننا كل يوم بحال اسوء ؟! كيف يذهب وانا لا استبعد ان يكون القادم امامي له اخاً قتل وقاتله ينعم بالحرية ؟ قاتل نظر له في عينيه واطلق الرصاص .. او ادرك حتمية موته بالاهمال مقابل المكسب المادي الذي يهلو به الان .. ام عن الاخر الذي اري في عينيه نظرة البؤس اذ حكم عليه الجوع والفقر والجهل ان يكون نتيجة صراع العبيد علي فتات خبز ؟! ام الاخر البعيد الذي تبدو علي ملامحه الاحباط .. ألم يشعر بمسئوليته تجاه اخيه الانسان الذي يعاني فقرر الدفاع عن حقه .. فيجد ان من يحارب من اجله يطعنه من الخلف حباً وعشقاً في فتات الخبز .. حضرة القاضي .. أصدر قرارك بمنع الابتسامة .. امنعوا الابتسامة .. امنعوا الابتسامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق